للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولك أسلمت.

سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين.

ويسن إكثار الدعاء فيه.

ومما ورد فيه: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك.

وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.

قال في الروضة: تطويل السجود أفضل من تطويل الركوع.

(و) ثامنها: (جلوس بينهما) أي السجدتين، ولو في نفل على المعتمد.

ويجب أن لا يقصد برفعه غيره،

ــ

(قوله: ولك أسلمت) أي انقدت لك يا الله، أو فوضت أمري إليك لا إلى غيرك.

(قوله: سجد وجهي) أي وكل بدني.

وخص الوجه بالذكر لأنه أشرف أعضاء الساجد، وفيه بهاؤه وتعظيمه، فإذا خضع وجهه فقد خضع باقي جوارحه.

أو من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، على طريق المجاز المرسل.

(قوله: للذي خلقه) أي أوجده من العدم وصوره على هذه الصورة العجيبة، بأن جعل له فما وعينين وأنفا وأذنين ورأسا ويدين وبطنا ورجلين، إلى غير ذلك.

وحينئذ فعطف التصوير على الخلق مغاير.

(قوله: وشق سمعه وبصره) أي منفذهما، إذ السمع والبصر من المعاني لا يتصور فيهما شق.

ويسن أن يزيد بعده: بحوله وقوته.

(قوله: تبارك الله) أي تعالى الله في صفاته وأفعاله، وتكاثر خيره.

فالتبرك: العلو

والنماء.

وقوله: أحسن الخالقين أي المصورين.

وإلا فالخلق: وهو الإخراج من العدم إلى الوجود، لا يشاركه فيه أحد.

وأفعل التفضيل ليس على بابه، لأن المصورين ليس فيهم حسن من حيث تصويرهم، لأنهم يعذبون عليه.

(قوله: ويسن إكثار الدعاء فيه) أي في السجود، لخبر: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم.

(قوله: ومما ورد فيه) أي السجود.

(قوله: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك) أي أعتصم وألتجئ برضاك من حلول سخطك بي.

والمراد: أستعين برضاك على دفع ذلك.

(قوله: وبمعافاتك من عقوبتك) أي وأعوذ بمعافاتك أو عفوك من حلول عقوبتك بي.

والمراد: أستعين بذلك على دفع غضبك.

اه ع ش.

(قوله: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) أنت توكيد للكاف فيكون في محل جر، عملا بقول ابن مالك: ومضمر الرفع الذي قد انفصل أكد به كل ضمير اتصل والكاف بمعنى مثل، وهي صفة لثناء.

وما مصدرية مؤولة مع مدخولها بمصدر.

والمعنى: لا أقدر على إحصاء ثناء عليك مثل ثنائك على نفسك، وإذا كان لا يقدر على إحصائه فلا يطيقه.

وكتب بعضهم: لا أحصي ثناء عليك: أي لا أطيق ثناء، أو لا أضبط ثناء عليك، فلا يطيقه.

وكتب بعضهم: لا أحصي ثناء عليك: أي لا أطيق ثناء، أو لا أضبط ثناء عليك، بمعنى لا أقدر على ثناء عليك.

والتنوين للتنويع، أي نوعا مخصوصا من الثناء، وهو الذي يليق بك.

وما - في كما - مصدرية، أي كثنائك على نفسك.

أو موصولة، أي ثناء مثل الذي أثنيت به على نفسك في كونه قطعيا تفصيليا غير متناه.

أو موصوفة، أي مثل ثناء أثنيت به.

اه.

(قوله: دقة وجله) بكسر الدال والجيم، أي دقيقه وجليله.

أي حقيره وعظيمه.

وهو كالتأكيد لما قبله، وإلا فقوله كله يشمل جميع ذلك، ومثله يقال فيما بعده.

(قوله: قال في الروضة: تطويل السجود إلخ) قد نص على هذا قبيل الرابع من الأركان فهو مكرر معه، فالأولى الإقتصار على أحدهما.

(قوله: وثامنها: جلوس) أي ثامن الأركان جلوس، لخبر المسئ صلاته.

وأقل الجلوس أن يستوي جالسا، وأكمله أن يأتي فيه بالدعاء المشروع فيه، وهو: رب اغفر لي الخ.

(قوله: ولو في نفل) غاية في وجوب الجلوس، وهي للرد.

وقوله: على المعتمد مقابله يقول: لا يجب في النفل.

وقال أبو حنيفة: يكفي أن يرفع رأسه من الأرض أدنى رفع كحد السيف.

لكن في الصحيحين: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه لم يسجد حتى يستوي جالسا.

ففيه رد على أبي حنيفة رضي الله عنه.

(قوله: ويجب أن لا يقصد برفعه الخ) أي إن لا يقصد برفع رأسه من السجود غير الجلوس، بأن يقصد الجلوس

<<  <  ج: ص:  >  >>