للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- كأن اعتادت سباع ذلك المحل الحفر عن موتاه - فيجب بناء القبر، بحيث يمنع وصولها إليه.

وأكمله قبر واسع عمق أربعة أذرع ونصف بذراع اليد.

ويجب اضطجاعه للقبلة.

ويندب الافضاء بخده الايمن - بعد تنحية الكفن عنه - إلى نحو تراب، مبالغة في الاستكانة والذل، ورفع رأسه بنحو لبنة.

وكره صندوق - إلا

ــ

ودفنه في حفرة أي أن محل اشتراط الحفرة ما لم يمت في سفينة، وإلا فإن تعذر دفنه في البر لبعده عن الساحل أو قربه منه، ولكن به مانع كسبع، ألقي في البحر، بعد غسله، وتكفينه، والصلاة عليه.

لكن كان عليه أن يؤخره عن قوله وبتمنع ذينك إلخ.

(قوله: جاز إلقاؤه في البحر) فيه نظر، لأنه إذا تعذر البر يجب إلقاؤه فيه.

وعبارة البجيرمي: يجب فيمن مات في سفينة وتعذر دفنه في البر أن يوضع بعد الصلاة عليه بين لوحين مثلا، ويرمى في البحر.

وإن ثقل بحجر ليصل إلى القرار فهو أولى.

اه.

ويمكن أن يجاب بأن المراد بالجواز ما قابل الإمتناع، فيصدق بالوجوب.

(قوله: ليرسب) بضم السين، أي ينزل في قعر البحر.

(قوله: وإلا فلا) أي وإن لم يتعذر فلا يجوز إلقاؤه في البحر.

(قوله: وإلا فلا) أي وإن لم يتعذر فلا يجوز إلقاؤه في البحر.

(قوله: وبتمنع ذينك) معطوف على بحفرة، أي وخرج بقوله تمنع الرائحة والسبع.

(وقوله: ما يمنع) فاعل خرج المقدر.

(وقوله: أحدهما) أي السبع أو الرائحة.

(قوله: كأن اعتادت إلخ) مثال لما يمنع الرائحة فقط، ولم يمثل لما يمنع السبع فقط.

وذلك كالفساقي: فإنها لا تمنع الرائحة، وإن كانت تمنع السبع.

قال في التحفة: وهي بيوت تحت الأرض.

وقد قطع ابن الصلاح والسبكي وغيرهما بحرمة الدفن فيها، مع ما فيها من اختلاط الرجال بالنساء، وإدخال ميت على ميت قبل بلاء الأول.

ومنعها للسبع واضح وعدمه للرائحة مشاهد.

اه.

(قوله: الحفر) مفعول اعتادت.

(وقوله: عن موتاه) متعلق بالحفر، وضميره يعود على المحل.

(قوله: فيجب الخ) مفرع على ما إذا اعتادت السباع الحفر.

(قوله: بحيث الخ) الباء للتصوير.

أي بناء مصورا بحالة وهي منعه وصول السباع إلى الميت.

قال في التحفة: فإن لم يمنعها البناء - كبعض النواحي - وجب صندوق.

كما يعلم مما يأتي.

اه.

(قوله: وأكمله الخ) أفاد به أن ما مر أقله، وكان الأولى التصريح به هناك، يعني أن الأكمل في القبر أن يكون واسعا، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في قتلى أحد: أحفروا، وأوسعوا وأعمقوا.

والتوسعة هي أن يزاد في طوله وعرضه.

قال ع ش: وينبغي أن يكون ذلك

مقدار ما يسع من ينزل القبر ومن يدفنه، لا أزيد من ذلك، لأن فيه تحجيرا على الناس.

اه.

(قوله: في عمق الخ) الذي يظهر أن في بمعنى مع، وإضافة عمق لما بعده لأدنى ملابسة، أي والأكمل أن يكون واسعا، مع عمق قدره أربعة أذرع ونصف.

وعبارة التحفة مع الأصل: ويندب أن يوسع بأن يزاد في طوله وعرضه، ويعمق، للخبر الصحيح في قتلى أحد إلخ، وأن يكون التعميق قامة لرجل معتدل وبسطه بأن يقوم فيه ويبسط يده مرتفعة.

اه.

(تنبيه) الأكمل أيضا في القبر أن يكون لحدا، وهو أن يحفر في جانب القبر من أسفل قدر ما يسع الميت، لكن هذا إن صلبت الأرض، أما لو كانت رخوة فالأفضل الشق، وهو أن يحفر قعر القبر كالنهر، ويبنى جانباه بلبن وغيره، ويجعل الميت بينهما.

(قوله: ويجب إضجاعه) أي الميت في القبر على شقه الأيمن.

(وقوله: للقبلة) أي تنزيلا له منزلة المصلي، فإن دفن مستدبرا أو مستلقيا نبش حتما، إن لم يتغير، وإلا فلا ينبش.

ويؤخذ من التعليل المذكور عدم وجوب الاستقبال في الكافر، فيجوز استقباله واستدباره.

نعم، الكافرة التي في بطنها جنين مسلم، نفخت فيه الروح، ولم ترج حياته، يجب استدبارها للقبلة، ليكون الجنين مستقبل القبلة، لأن وجه الجنين إلى ظهر أمه.

وتدفن هذه المرأة بين مقابر المسلمين والكفار، لئلا يدفن المسلم في مقابر الكفار، وعكسه.

فإن لم تنفخ فيه الروح: لم يجب الاستدبار في أمه، لأنه لا يجب استقباله حينئذ.

نعم، استقباله أولى.

فإن رجيت حياته لم يجز دفنه معها، بل يجب شق جوفها وإخراجه منه - ولو مسلمة - ومن الغلط أن يقال: يوضع نحو حجر على بطنها ليموت، فإن فيه قتلا للجنين.

(قوله: ويندب الإفضاء إلخ) أي يندب إلصاق خده الأيمن بالتراب.

(وقوله: بعد تنحية الكفن عنه) أي بعد إزالة

<<  <  ج: ص:  >  >>