للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بطيرانه أو شدة عدوه، وحشيا كان أو إنسيا كجمل، أو جدي - نفر شاردا، ولم يتيسر لحوقه حالا - وإن كان لو صبر سكن وقدر عليه - وإن لم يخف عليه نحو سارق - فيحل بالجرح المزهق بنحو سهم أو سيف في أي محل كان، ثم إن أدركه وبه حياة مستقرة، ذبحه - فإن تعذر ذبحه من غير تقصير منه حتى مات - كأن اشتغل بتوجيهه

ــ

حله.

والذي في حاشية الشوبري: حله.

قال: لأنها سبب في حله، والأصل عدم المانع.

ولو مات في بطنها قبل ذبحها كان ميتة لا محالة.

لأن ذكاة أمه لم تؤثر فيه، والحديث يشير إليه.

(قوله: أو خرج في حركة مذبوح) خرج به ما إذا خرج وفيه حياة مستقرة، فيذكى حينئذ.

(قوله: إما غير المقدور عليه) أي على ذبحه بقطع ما ذكر بما ذكر، وهو محترز قوله المقدور عليه.

وقوله: بطيرانه أي بسبب طيرانه.

وقوله: أو شدة عدوه أي أو بسبب عدوه أي جريه أي أو بسبب وقوعه في بئر وتعذر إخراجه.

قال في الزبد: إلخ.

وغير مقدور عليه صيدا * * أو البعير ند أو تردى الجرح إن يزهق بغير عظم (قوله: وحشيا كان) أي غير المقدور عليه كضبع، وغزال.

(وقوله: أو إنسيا) أي توحش أم لا.

والأول: كمثاله.

والثاني: كبعير تردى في بئر.

(وقوله: كجمل) تمثيل للإنسي.

وقوله: أو جدي هو الذكر من أولاد المعز.

(وقوله: نفر) أي المذكور من الجمل أو الجدي.

ومعنى نفر: هرب وذهب.

(وقوله: شاردا) أي هاربا، فهو حال مؤكدة.

(قوله: ولم يتيسر لحوقه حالا) قيد في حله بالجرح المزهق، وخرج به ما إذا تيسر لحوقه، فإنه لا يحل بالجرح المزهق، بل لا بد من قطع كل الحلقوم وكل المرئ كالذي قبله.

(قوله، وإن كان الخ) غاية في حله بالجرح، ولو أخرها وما بعدها وما قبلها عن قوله فيحل بالجرح، لكان أولى.

وقوله سكن أي الجمل أو الجدي.

وقوله: وقدر عليه أي

على ذبحه كما مر.

(قوله: وإن لم يخف عليه نحو سارق) أي لو أبقاه مطلقا على حاله، وهذه غاية ثانية فيما ذكر.

وإنما حل بالجرح مع كونه لو صبر سكن، أو مع كونه لا يخاف عليه لأنه قد يريد الذبح حالا.

وخالف في ذلك الإمام.

(قوله: فيحل بالجرح) جواب أما.

(وقوله: المزهق) بكسر الهاء، أي المخرج للروح.

وخرج غير الزهق، كالخدشة اللطيفة فلا يحل بها لو مات.

(قوله: بنحو سهم) متعلق بالجرح.

(قوله: في أي محل كان) متعلق بالجرح أيضا، أي الجرح في أي موضع كان، وإن لم يكن في الحلق واللبة.

(قوله: ثم إن أدركه) أي ثم بعد جرحه بما ذكر إن أدركه، أي غير المقدور عليه.

وهذا كالتقييد لما قبله أي محل حله بالجرح المذكور إن لم يدركه وبه حياة مستقرة بأن مات حالا عقب الجرح.

أما إن أدركه ففيه تفصيل وهو ما ذكره.

(قوله: وبه حياة مستقرة) أي والحال أن فيه حياة مستقرة، أي ثابتة مستمرة، وهي أن تكون الروح في الجسد ومعها إبصار، ونطق، وحركة اختيارية لا اضطرارية.

واعلم أنه يوجد في عباراتهم حياة مستقرة، وحياة مستمرة وحركة مذبوح ويقال لها عيش مذبوح والفرق بينها أن الحياة المستقرة هي ما مر.

والمستمرة هي التي تستمر إلى خروج الروح من الجسد.

وحركة المذبوح هي التي لا يبقى معها إبصار باختيار، ولا نطق باختيار، ولا حركة اختيارية، بل يكون معها إبصار ونطق وحركة إضطرارية.

وبعضهم فرق بينها: بأن الحياة المستقرة هي التي لو ترك الحيوان لجاز أن يبقى يوما أو يومين.

والحياة المستمرة هي التي تستمر إلى انقضاء الأجل.

وحركة المذبوح هي التي لو ترك لمات في الحال.

والأول هو المشهور.

(قوله: ذبحه) أي بقطع كل حلقوم وكل مرئ، وهذا جواب إن.

(قوله: فإن تعذر ذبحه) أي غير المقدور عليه.

(وقوله: من غير تقصير منه) أي من الجارح.

(وقوله: حتى مات) أي إلى أن مات بعد جرحه.

(قوله: كأن اشتغل إلخ) تمثيل لتعذر ذبحه مع عدم تقصير منه.

واندرج تحت الكاف ما إذا وقع منكسا فاحتاج لقلبه ليقدر على ذبحه فمات.

وما إذا امتنع الحيوان منه بسبب قوته، أو حال بينه وبينه حائل كسبع فمات بعد ذلك.

فيحل في الجميع، لتعذر ذبحه، مع

<<  <  ج: ص:  >  >>