للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو نقدا مغشوشا.

نعم.

يجوز قرض الخبز، والعجين، والخمير الحامض، لا الروبة، على الاوجه، وهي خميرة لبن حامض، تلقى على اللبن ليروب، لاختلاف حموضتها المقصودة.

ولو قال أقرضني عشرة، فقال خذها من فلان، فإن كانت له تحت يده: جاز، وإلا فهو وكيل في قبضها، فلا بد من تجديد قرضها.

ويمتنع على ولي قرض مال موليه بلا ضرورة.

نعم: يجوز للقاضي إقراض مال المحجور عليه بلا ضرورة، لكثرة أشغاله:

ــ

ومراد المؤلف بأهلية التبرع في المقرض: أهلية التبرع المطلق - أي في سائر التصرفات - لأنه المراد عند الإطلاق، وهي تستلزم رشده واختياره فيما يقرضه، فلا يرد عليه السفيه، فإنه لا يصح إقراضه، مع أنه أهل للتبرع ببعض التصرفات - كصحة الوصية منه، وتدبيره - لأنه ليس أهلا للتبرع المطلق.

وبين أيضا أنه يشترط أن يكون المعقود عليه مما يصح أن يسلم فيه، أي في نوعه، فما صح السلم فيه صح إقراضه، وما لا فلا.

وذلك لأن ما لا ينضبط أو يندر وجوده، ويتعذر أو يتعسر رد مثله.

وترك المصنف شرط المقترض، وهو: الرشد والاختيار.

(قوله: حيوان وغيره) بيان لما يسلم فيه.

(قوله: ولو نقدا مغشوشا) غاية فيما يسلم فيه، أي كل ما يسلم فيه، ولو نقدا مغشوشا، لأنه مثلي تجوز المعاملة به في الذمة، وإن جهل قدر غشه.

وهي للرد على الروياني القائل بعدم صحة إقراضه.

(قوله: نعم، يجوز قرض الخبز إلخ) هذا مستثنى من مفهوم قوله إنما يجوز القرض فيما يسلم فيه، وهو أن ما لا يسلم فيه لا يجوز قرضه.

فما ذكر - من الخبز وما بعده - يجوز فيه القرض، ولا يجوز فيه السلم.

قال في الروض وشرحه: واستثنى جواز قرض الخبز وزنا، لإجماع أهل الأمصار على فعله في الأعصار، بلا إنكار.

هذا ما قطع به المتولي والمستظهري وغيرهما.

واقتضى كلام النووي ترجيحه، قال في المهمات: والراجح جوازه.

وقد اختاره في الشرح الصغير.

قال الخوارزمي: ويجوز إقراضه عددا.

ثم قال: ويحرم إقراض الروبة، لاختلاف حموضتها.

وهي - بضم الراء - خميرة من اللبن الحامض، تلقى على الحليب ليروب.

قال في الروضة: وذكر في التتمة وجهين في إقراض الخمير الحامض، أحدهما الجواز - لاطراد العادة به.

قال السبكي: والعبرة بالوزن - كالخبز اه.

(قوله: لا الروبة) بضم الراء، أي فلا يجوز إقراضها - كما لا يجوز السلم فيها - فهي جاءت على القاعدة.

(قوله: وهي) أي الروبة.

(وقوله: ليروب) أي ليصير رائبا.

(قوله: لاختلاف إلخ) تعليل لعدم جواز القرض فيها.

أي لا يجوز القرض فيها لاختلاف حموضتها، فهي ليست مضبوطة.

(قوله: ولو قال أقرضني إلخ) المناسب تقديمه على قوله وإنما يجوز القرض إلخ، لأنه من متعلقات الصيغة (قوله: فقال) أي المقرض.

(قوله: فإن كانت له تحت يده) أي فإن كانت العشرة ملكا للمقرض، وهي وديعة مثلا تحت يد فلان المأخوذ منه، جاز، وصح القرض بهذه الصيغة، ولا يحتاج إلى تجديدها.

(وقوله: وإلا فهو وكيل في قبضها) أي وإن لم تكن وديعة تحت يد فلان، بل كانت في ذمته، صح قبضها بطريق الوكالة عنه، ولكن لا بد من تجديد عقد القرض منه.

هكذا ينبغي حل كلام الشارح، ويدل عليه عبارة النهاية، ونصها: ولو قال اقبض ديني، وهو لك قرضا، أو مبيعا، صح قبضه - للإذن - لا قوله وهو إلخ.

أو اقبض وديعتي مثلا، وتكون لك قرضا صح، وكان قرضا.

وكتب ع ش ما نصه: قوله: وتكون لك قرضا: صح، والفرق بين هذه وما قبلها: أن الدين لا يتعين إلا بقبضه، بخلاف الوديعة.

اه.

(قوله: ويمتنع على ولي إلخ) أي لأنه ليس من أهل تبرع في مال

موليه، فهذا خرج بقوله: من أهل تبرع.

(وقوله: بلا ضرورة) خرج ما إذا كان هناك ضرورة، كأن يكون الزمن زمن نهب، وكانت المصلحة في إقراضه، فإنه يجوز حينئذ.

(قوله: نعم، يجوز إلخ) استدراك من امتناع الإقراض على

<<  <  ج: ص:  >  >>