للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

واصل بن عطاء - تلقيبه بالغزال - هو والجاحظ - عبقرية واصل - لثغته - الراء من أكثر الحروف دورانا في العربية - الجاحظ يعقد فصلا للثغة - شهرة لثغة واصل - علة تجنبه للراء - نماذج لمجانبته الراء مما ذكره الجاحظ - نماذج مما ذكره غيره الجاحظ - حادث خطبة واصل - تاريخ الخطبة - خطبة واصل في التاريخ - قيمة هذه الخطبة - شبهها ببعض خطب عصره - ابن زيدون وواصل بن عطاء - نص الخطبة.

[واصل بن عطاء]

ليس أبو حذيفة واصل بن عطاء الغزال، مولى بني ضبة أو بني مخزوم، في حاجة إلى أن نسهب في التعريف به، فإنه رأس المعتزلة، وأول إمام قوي دفع مذهب الاعتزال، وكون الفرقة الأولى من فرق المعتزلة العشرين (١).

ولم يختلف المؤرخون أنه ولد بمدينة الرسول، سنة ثمانين للهجرة، وأنه نزح إلى العراق وأقام بها، ولزم الحسن البصري يحضر مجالسه ويقبس من علمه، إلى أن كان ما كان من قول واصل وصاحبه عمرو بن عبيد بالمنزلة بين المنزلتين، فكان ذلك سبباً للقطيعة بين الحسن، وبين واصل وزميله، وانتقل ميدان الرأي من مجلس العلم إلى الرأي العام، فكان للاعتزال أنصاره الذين ينضوون تحت لوائه، وصار مذهباً من المذاهب القائمة.

[تلقيبه بالغزال]

وقد اختلف الناس في تلقيب واصل بالغزال، فمنهم من زعم أنه كان غزالاً، وأصح القولين أنه إنما لقب بذلك لأنه كان يكثر الجلوس في سوق الغزالين إلى


(١) هي الواصلية، والعمرية، والهذيلية، والنظامية، والأسوارية، والإسكافية، والجعفرية، والبشرية، والمعمرية، وأصحاب عيسى بن صبيح، والثمامية، والهشامية، والجاحظية، والخياطية، والكعبية، والصالحية، والخابطية، والحديثية، والشحامية، والبهشمية.

<<  <   >  >>