للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ عقيدة القوم الذين سوف يقدم عليهم حتى يعرف حالهم، ويستعد لهم، ويقدم لهم ما يناسبهم، وما يصلح أحوالهم.

وقال - صلى الله عليه وسلم - لعائشة ’: ((يا عائشة، لولا قومك حديثٌ عهدهم بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابين: باب يدخل الناس، وباب يخرجون)) (١).

فترك - صلى الله عليه وسلم - هذه المصلحة؛ لأمن الوقوع في المفاسد (٢).

فدراسة البيئة والمكان الذي تبلغ فيه الدعوة أمر مهمٌّ جداً، فإن الداعية يحتاج في دعوته إلى معرفة أحوال المدعوين: الاعتقادية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، ومعرفة مراكز الضلال ومواطن الانحراف معرفة جيدة، ويحتاج إلى معرفة لغتهم، ولهجتهم، وعاداتهم، والإحاطة بمشكلاتهم ونزعاتهم الخلقية، وثقافتهم، ومستواهم الجدلي، والشبه التي انتشرت في مجتمعهم، ومذاهبهم (٣).


(١) البخاري مع الفتح، كتاب العلم، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه، ١/ ٢٢٤، (١٢٦)، ومسلم، كتاب الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، (رقم ١٣٣٣)، (٤٠١، ٤٠٢).
(٢) قال ابن حجر ‘: >يستفاد منه ترك المصلحة؛ لأمن الوقوع في المفسدة، وترك إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه<. انظر: فتح الباري ١/ ٢٢٥.
(٣) انظر: شرح الإمام النووي على مسلم،١/ ٧٦، ١٩٧،وفتح الباري،١/ ٢٢٥،وكيف يدعو الداعية لعبد الله ناصح العلوان، ص ٧، ٣٧، ٤٧، ١٥٥،وزاد الداعية إلى الله للشيخ محمد بن صالح العثيمين، ص٧.

<<  <   >  >>