للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمراد بالملحدين في هذا المبحث: هو المعنى المصطلح عليه في هذا العصر، وهم: من أنكروا وجود رب خالق لهذا الكون، متصرف فيه، يدبر أمره بعلمه وحكمته، ويجري أحداثه بإرادته وقدرته، واعتبار الكون أو مادته الأولى أزلية، واعتبار تغيراته قد تمت بالمصادفة، أو بمقتضى طبيعة المادة وقوانينها، واعتبار الحياة - وما تستتبع من شعور وفكر حتى قمتها الإنسان - من أثر التطور الذاتي للمادة (١).

[المبحث الثاني: الأدلة الفطرية]

الفطر: الشق، والجمع منه فُطورٌ (٢)، قال تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} (٣)، وفطر اللَّه العالم: أوجده ابتداء (٤)، وفطر الخلق: خلقهم وبدأهم (٥)، {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} (٦)، والفطرة: الخلقة التي خُلِقَ عليها كل موجود أول


(١) انظر: كواشف زيوف المذاهب المعاصرة، لعبد الرحمن الميداني، ص٤٠٩.
(٢) انظر: المعجم الوسيط، مادة (فطر)، ٢/ ٦٩٤، ومختار الصحاح، مادة (فطر)، ص٢١٢.
(٣) سورة الملك، الآية: ٣.
(٤) انظر: المعجم الوسيط، مادة (فطر)، ٢/ ٦٩٤.
(٥) انظر: القاموس المحيط، فصل الفاء، باب الراء، ص٥٨٧.
(٦) سورة الأنعام، الآية: ٧٩.

<<  <   >  >>