للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلقة (١)، والخلقة التي خلق عليها المولود في رحم أمه، والدين (٢)، والطبيعة السليمة التي لم تُشَبْ بعيبٍ (٣)، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون بها من جَدْعَاء)) (٤)، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (٥).

فمن حكمة القول مع الملحدين أن يستخدم الداعية إلى اللَّه - تعالى - في دعوته لهم الأدلة الفطرية، فيوضح ويبين لهم أن المولود يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيئ لقبول الدين، فلو تُرِكَ عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غَيرها، وإنما يعدل عنها من يعدل؛ لآفة من آفات البشر والتقليد ... وكل مولود يولد


(١) انظر: المعجم الوسيط، مادة (فطر)، ٢/ ٦٩٤.
(٢) القاموس المحيط، فصل الفاء، باب الراء، ص٥٨٧.
(٣) انظر: المعجم الوسيط، مادة (فطر)، ٢/ ٦٩٤.
(٤) يعني أن البهيمة تلد الولد كامل الخلقة، فلو ترك كذلك كان بريئاً من العيب، لكنهم تصرفوا فيه بقطع أذنه مثلاً، فخرج عن الأصل وهو تشبيه واقع ووجه واضح. انظر: فتح الباري، ٣/ ٢٤٩.
(٥) البخاري مع الفتح، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ ٣/ ٢١٩، (رقم ١٣٥٨)، وأخرجه في عدة مواضع انظرها: ٣/ ٢١٩، ٢٤٩، ٨/ ٥١٢، ١١/ ٤٩٣، وأخرجه مسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، ٤/ ٢٠٤٧، (رقم ٢٦٥٨).

<<  <   >  >>