للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِيهِ، وَمِنَ الْخَطَأِ: مَكَانٌ مُخْطَأٌ فِيهِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ: أَخْطَأَ وَخَطِئَ لُغَتَانِ، وَأَنْشَدَ:

يَا لَهْفَ نَفْسِي إِذَا خَطِئْنَ كَاهِلًا

أَيْ إِذَا أَخْطَأْنَ كَاهِلًا، وَتَقُولُ فِي مِثْلِ: «مَعَ الْخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ» يُضْرَبُ لِلَّذِي يُكْثِرُ الْخَطَأَ، وَيَأْتِي أَحْيَانًا بِالصَّوَابِ.

قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ إِنْ أَخْطَأْتَ فَخَطِّئِنِي وَإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَيَّ، أَيْ: قُلْ لِي قَدْ أَسَأْتَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: صَوْبُكَ أَكْثَرُ مِنْ خَطَائِكَ، وَأَنْشَدَ:

ذَرِينِي إِنَّمَا خَطَئِي وَصَوْبِي ... عَلَيَّ وَإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالِ

يَقُولُ: إِنَّمَا أَتْلَفْتُ مَالًا، وَلَمْ أُتْلِفْ عِرْضًا، وَلَا دِينًا، وَلَا رَزَيْتُ بِهِ شَقِيقًا، وَحَمِيمًا يُريِدُ مِثْلَ قَوْلِ دُرَيْدٍ:

أَعَاذِلَ إِنَّ الرُّزْءَ فِي مِثْلِ خَالِدٍ ... وَلَا رُزْءَ فِي مَا أَهْلَكَ الْمَرْءُ بِالْيَدِ

وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ:

وَخَصْمٍ قَدْ دَفَعْتُ الضَّيْمَ عَنْهُ ... تَمَنَّى فِي مُنَاهُ لِيَ السِّمَامَا

وَلَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصَابَ ذُلًا ... وَسَامَتْهُ عَشِيرَتُهُ الظُّلَامَا

<<  <  ج: ص:  >  >>