للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٣ - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: كَانَ فَتًى يُجَالِسُ الْأَحْنَفَ وَيُطِيلُ الصَّمْتَ، فَكَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ خَلَا الْمَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَفُ: يَا ابْنَ أَخِي، انْبَسِطْ فِي الْكَلَامِ، وَتَحَدَّثْ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَمُّ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا سَقَطَ مِنْ هَذِهِ الشُّرُفَاتِ يُرِيدُ شُرُفَاتِ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْبَصْرَةِ أَكَانَ يَضُرُّهُ سُقُوطُهُ شَيْئًا، قَالَ الْأَحْنَفُ: يَا ابْنَ أَخِي، لَوَدَدْتُ أَنِّي تَرَكْتُكَ سَاكِتًا كَمَا كُنْتَ وَلَمْ أَكْشِفْكَ، ثُمَّ أَنْشَدَ لِلْأَعَوَّرِ الشَّنِّيِّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ:

لِسَانُ الْفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فَؤَادُهُ ... فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ

وَكَائِنْ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ

وَقَوْلُ عَائِشَةَ: «أَرْطَبَ أَصْغَرَيْهِ» تُرِيدُ أَنَّهُ يَتْلُو الْقُرْآنَ بِلِسَانِهِ فَيَلِينُ لَهُ قَلْبُهُ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ فِي كَلَامٍ فَلِسَانُهُ رَطْبٌ، وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «أَفْضَلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>