للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَأْسَهُ إِذَا رَفَعَهُ، وَكَأَنَّهُ مُمِيلٌ لَهُ مُقْبِلٌ بِهِ عَلَى شَيْءٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} [إبراهيم: ٤٣] ، وَالرَّجُلُ يُقْنِعُ الْإِنَاءَ لِلْمَاءِ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ سَفْحٍ أَوْ حَدُورٍ، قَالَ الرَّاجِزُ:

يُقِنعُ لِلْجدْوَلِ مِنْهَا جَدْوَلًا

شَبَّهَ فَاهًا بِالْجَدْوَلِ تَسْتَقْبِلُ بِهِ جَدْوَلًا إِذَا شَرِبْتَ.

وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: قَالَ مُزَرِّدٌ:

إِذَا مَسَّ خِرْشَاءَ الثُّمَالَةِ أَنْفُهُ ... ثَنَى مِشْفَرَيْهِ لِلصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا

«الْخِرْشَاءُ» : جِلْدُ الْحَيَّةِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مُنْتَفِخٍ رَقِيقٍ فِيهِ خُرُوقٌ، فَشَبَّهَ هَذَا مَا يَرْتَفِعُ مِنَ الرُّغْوَةِ بِالْخِرْشَاءِ، فَيَقُولُ: هَذَا حَاذِقٌ بِالشَّرَابِ إِذَا خَشِنَتْ عَلَيْهِ الرُّغْوَةُ، ثَنَى مِشْفَرَيْهِ لِلصَّرِيحِ وَتَرَكَ الْخَشِنَ، يَصِفُ ضَيْفًا جَيِّدَ الشُّرْبِ يَهْجُوهُ، وَ «الثُّمَالَةُ» الرُّغْوَةُ ".

قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ أَقْنَعَ يُقْنِعُ إِقْنَاعًا إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ.

وَقَالَ جُبَيْهَاءُ يَهْجُو ضَيْفًا:

فَأَقْنَعَ كَفَّيْهِ وَأَجْنَحَ صَدْرَهُ ... بِجَرْعٍ كَأَثْبَاجٍ الزَّبَابِ الزَّنَابِرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>