للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْضُ النَّاسِ يَتَوَهَّمُ قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ: «كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ» ، عَلَى الْإِغْرَاءِ أَيْ كُنْ فِي دُعَائِكَ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الْأَعْشَى:

كَذَلِكَ فَافْعَلْ مَا حَيِيتَ إِلَيْهِمُ ... وَأَقْدِمْ إِذَا مَا أَعْيُنُ النَّاسِ تَزْرَقُ

وَتَفْسِيرُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ كَذَلِكَ، يَكُونُ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ بِمَنْزِلَةِ الْكَفَى وَالْإِحْسَابِ، كَقَوْلِكَ حَسْبُكَ، وَهَذَا مِنْ مَوَاضِعِهِ، لِأَنَّهُ أَوَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَصْبِ الْقِيَامِ وَطُولِ الدُّعَاءِ، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّهُ جَاءَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ، قَالَ: «بَعْضُ مُنَاشَدِتِكَ رَبَّكَ» ، قَالَ جَرِيرٌ:

يَقُلْنَ وَقَدْ تَلَاحَقَتِ الْمَطَايَا ... كَذَاكَ الصَّوْتُ إِنَّ عَلَيْكَ عَيْنَا

١٩٠ - وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " وَأَغْلَظَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: أَلَا أَقْتُلُهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَتْ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ

<<  <  ج: ص:  >  >>