للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاسِ، وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ، يَصِفُ قَوَّاسًا أَنْغَلَّ بَيْنَ الشَّجَرِ إِلَى قَضِيبٍ رَآهُ لِيَتَّخِذَهُ قَوْسًا:. . . يَبْرِي كُلَّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ ... وَيَنْخَشُّ حَتَّى قَالَهُ يَتَغَلْغَلُ

وَمِنْهُ قِيلَ: رِسَالَةٌ مُغَلْغَلَةٌ، أَيْ: مَحْمُولَةٌ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، وَجَمْعُ الْغَلَلِ أَغْلَالٌ.

وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: قَالَ دُكَيْنٌ يَصِفُ فَرَسًا جَرَى مَعَ خَيْلٍ فِي رِهَانٍ: يَنْجِيهِ مِنْ مِثْلِ حَمَامِ الْأَغْلَالْ

مدُّ يَدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلَالْ

ظَمْأَى النِّسَا مِنْ تَحْتُ رَيَّا مِنْ عَالْ.

يَقُولُ يُنْجِي هَذَا الْفَرَسُ مِنْ خَيْلٍ مِثْلُ حَمَامِ الْأَغْلَالِ، حَتَّى يُخَلِّيهَا وَيَدَعَهَا مَدُّ يَدٍ، وَمَدُّ رَجْلٍ.

قَالَ: وَالْأَغْلَالُ جَمْعُ غَلَلٍ، وَهُوَ الْمَاءُ يَجْرِي بَيْنَ الشَّجَرِ، فَذَاكَ الْحَمَامُ يَرُدُّ الْغَلَلُ، لِيَشْرَبَ مِنْهُ.

قَالَ غَيْرُ يَعْقُوبَ: وَإِذَا كَانَتِ الْحَمَامُ، تَرِدُ الْمَاءَ، فَهُوَ أَسْرَعُ لَهَا، وَأَنْشَدَ لِلنَّابِغَةِ: احْكُمْ كَحِكْمِ فَتَاةِ الْحَيِّ إِذْ نَظَرَتْ ... إِلَى حَمَامٍ شِرَاعِ وَارِدِ الثَّمَدِ

وَقَوْلُهُ: شَجَرَاؤُهُ مُغِنَّةٌ، وَالشَّجْرَاءُ جَمْعُ شَجَرَةٍ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

<<  <  ج: ص:  >  >>