للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ: عِلْجَ الْخَلْقِ، مِثْلُ حَدِيثِهِ الْآخَرِ أَنَّهُ كَانَ ذَا كِدْنَةٍ، قَالَ أَبُو زَيْدٍ، يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ كِدْنَتَهُ وَعِبْدَتَهُ، أَيْ قُوَّتَهُ، وَأَنْشَدَ: إِنِّي عَلَى ذَاكِ لَبَاقيٍ كِدْنَتِي

وَتَارِكٌ وَجْهَكِ بَيْنَ صِبْيَتِي

وَجَاعِلٌ ذِكَرَ الْغَوَانِي هِمَتِي.

وَقَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ: كِدْنَةٌ وَكُدْنَةٌ لُغَتَانِ.

وَقَالَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: عُنِيتُ بِعَلِيٍّ حِينَ قُتِلَ طَلْحَةُ، فَرَكِبَ بَغْلَتَهُ، وَرَكِبْتُ مَعَهُ، فَكُنْتُ أَسِيرُ مَعَهُ يَمِينَهُ، وَابْنُ عَبْدٍ الْقَارِئُ عَنْ يَسَارِهِ، فَمَرَّ بِقَبْرِ طَلْحَةَ، فَأَكْثَرَ التَّلَفُّتَ إِلَيْهِ، وَقَدْ أَكْثَرَ فِيهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَشْتُمُونَهُ، وَيَقَعُونَ فِيهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ، وَإِنْ أَكْثَرُوا، لَقَدْ كَانَ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: فَتًى كَانَ يُدْنِيهِ الْغِنَى مِنْ صَدِيقِهِ ... إِذَا مَا هُوَ اسْتَغْنَى وَيُبْعِدُهُ الْفَقْرُ.

وَقَدْ كَانَ يَعِزُ عَلَيَّ، أَنَّ قُرَيْشًا صَرْعَى تَحْتَ بُطُونِ الْكَوَاكِبِ، وَلَكِنْ نَظَرْتُ فِيمَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، فَلَمْ أَرَهُ يَسَعُنِي إِلَّا الْقِتَالُ، أَوْ دَفْعُ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>