وَصَارَ أَمْثَالُ الْفَغَا ضَرَائِرِي
مُخْرَنْطِمَاتٍ عُسَّرًا عَوَاسِرِي
مُقَدِّمَاتٍ أَيْدِيَ الْمَوَاخِرِ
فَصِرْتُ فِيمَا بَيْنَهَا كَالسَّاحِرِ
قَالَ: يُقَالُ: يَا هِيَ مَالَكَ، وَيَا شِيَّ مَالَكِ، وَيَا فِيَّ مَالَكَ، كَأَنَّهُ تَضْعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: عِيُّ وَشِيُّ، وَمَا أَعْيَاهُ وَأَشْيَاهُ، الْأَخِيرَةُ تَأْكِيدٌ لِلْأُولَى، يُقَالُ ذَلِكَ لِلصَّبِيِّ الَّذِي لَا يُحْسِنُ أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: قَلِقَتْ مَحَاوِرِي، أَيِّ مَصَايِرُ أَمْرِي، أَيِ اضْطَرَبَتْ أُمُورِي، وَالْفَغَا: الْبُسْرُ الْأَخْضَرُ إِذَا انْتَفَخَ، وَعَلَتْهُ قِشْرَةٌ غَلِيظَةٌ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ، وَلَمْ يَحْمَرَّ، يَقُولُ: فَهُنَّ مُنْتَفِخَاتٌ عَلَيَّ مِنَ الْغَضَبِ، مُخْرَنْطِمَاتٌ: مُتَغَضِّبَاتٌ، عَوَاسِرِي: يَحْمِلْنَنِي عَلَى الْعُسَّرِ.
وَقَوْلُهُ: مُقَدَّمَاتٍ أَيْدِيَ الْمَوَاخِرِ: فَالْمَاخِرُ الَّذِي يَشُقُّ الْمَاءَ إِذَا سَبَحَ، يَقُولُ: فَهُنَّ يَصْخَبْنَ وَيَسْتَعِنَّ بِأَيْدِيهِنَّ، كَأَنَّهُنَّ سَوَابِحٌ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ الْآخَرِ، يَذْكُرُ النَّاقَةَ: كَأَنَّ يَدَيْهَا إِذَا أَرْقَلَتْ ... وَقَدْ جُرْنَ ثُمَّ اهْتَدَيْنَ السَّبِيلَا
يَدَا سَابِحٍ خَرَّ فِي غَمْرَةٍ ... قَدْ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ إِلَّا قَلِيلًا
وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسَرَّةَ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الرِّيَاشِيُّ، لِلْقَتَّالِ الْكِلَابِيِّ فِي الْمَحَارِ: يَأَيُّهَا الْبَطِنُ السَّمِينُ وَقَوْمُهُ ... هَزْلَى تُجَرِّرُهُمْ بَنَاتُ جَعَارِ
اطْعَمْ، وَلَسْتَ بِمُطْعمٍ، وَلَتَعْلَمَنْ ... أَنَّ الطَّعَامَ يَحُوُرُ شَرَّ مَحَارِ
نَمْشِي خِلَالَ بُيُوتِكُمْ وَتَشُوقُنَا ... رِيحُ الشِّوَاءِ يُلَطُّ بِالْأَسْتَارِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute