في الأمة دليل على الإيمان والطاعة، وإيتاء الزكاة دليل على أخذ النفس بالحق ورد الحقوق لأربابها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دليل على الاستمساك بما أمر الله ودعوة الغير إليه وكفهم عن الفسوق والعصيان.
والمستخلفون في الحكم ليسوا إلا بشرًا مستخلفين في الأرض، فإذا وجب عليهم كحاكمين أن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فإنه يجب عليهم كبشر مستخلفين في الأرض أن يطيعوا الله ويهتدوا بهديه، وينتهوا عما نهى عنه.
ونخلص من كل ما سبق أن المستخلفين في الأرض سواء كان استخلافهم عَامًّا أو خَاصًّا عليهم واجبات عديدة تدخل كلها تحت عنوان هام هو طاعة الله، أي الائتمار بأمره والانتهاء عما نهى عنه.
جَزَاءُ تَعَدِّي حُدُودَ الاِسْتِخْلاَفِ:
رأينا فيما سبق أن الله استخلف البشر في الأرض وسخر لهم مخلوقاته وسلطهم على ملكه وخولهم استغلاله والانتفاع به، وانه قيدهم بطاعته، والاهتداء بهديه، والانتهاء عما نهى عنه، وانتهينا إلى أن مركز المستخلفين في الأرض هو مركز الخليفة
والنائب، وأن الخلافة والنيابة هي عن الله جل شانه.
ومنطق الفطرة يقضي بان الخليفة او النائب إذا خرج عن حدود ما منحه من سلطان أوما قيد به من قيود فعمله باطل