للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق، وحسبك بوناً بذلك.

٢، ٣- ووصف تبارك وتعالى نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كتابه، قال: (إنَّ الله سميع بصير) [المجادلة: ١] ، (ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير) [الشورى: ١١] .

ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنَّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نَّبتليه فجعلناه سميعا بصيراً) [الإنسان: ٢] (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا) [مريم: ٣٨] .

ونحن لا نشك أن ما في القرآن حقّ، فلله - جلّ وعلا - سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله، كما أن للمخلوق سمعاً وبصراً حقيقيين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه. وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

٤- ووصف نفسه بالحياة، فقال: (الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيُّوم) [البقرة: ٢٥٥] ، (هو الحيُّ لا إله إلاَّ هو) [غافر: ٦٥] ، (وتوكَّل على الحيّ الَّذي لا يموت) [الفرقان: ٥٨] .

ووصف أيضاً بعض المخلوقين بالحياة، قال: (وجعلنا من الماء كُلَّ شيءٍ حي) [الأنبياء: ٣٠] ، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً) [مريم: ١٥] ، (يخرج الحيَّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ) [الروم: ١٩] .

ونحن نقطع بأن لله - جلّ وعلا - صفة حياة حقيقية لائقة بكماله، وجلاله، كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم، وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين صفة الخالق وصفة المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق، وذلك بون شاسع بين الخالق وخلقه.

٥- ووصف - جلّ وعلا - نفسه بالإرادة قال: (فعَّالٌ لّما يريد) [البروج: ١٦] ، (إنّما أمرهُ إذا أراد شيئاً أن يقول له كُن فيكون) [يس: ٨٢] .

ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدُّنيا) [الأنفال: ٦٧] ، (إن يريدون إلاَّ فراراً) [الأحزاب: ١٣] ، (يريدون لِيُطْفِؤُوا نور الله) [الصف: ٨] .

ولا شك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله، كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

٦- ووصف نفسه - جلّ وعلا - بالعلم، قال: (والله بكل شيءٍ عليمٌ) [النور: ٣٥] ، (لَّكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) [النساء: ١٦٦] ، (فلنقُصَّنَّ عليهم بعلمٍ وما كُنَّا غائِبين) [الأعراف: ٧] .

ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (وبشروه بغلامٍ عليمٍ) [الذاريات: ٢٨] ، (وإنَّه لذو عِلمٍ لّما علَّمناه) [يوسف: ٦٨] .

ولا شك أن للخالق - جل وعلا - علماً حقيقيّاً لائقاً بكماله وجلاله محيطاً بكل شيء. كما أن للمخلوقين علماً مناسباً لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وبين علم الخالق وعلم المخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق.

٧- ووصف نفسه - جلّ وعلا - بالكلام، قال: (وكلَّم الله موسى

<<  <   >  >>