الله - سبحانه - واحد في ذاته، ليس له مثيل ولا نظير، تعالى عن الصاحبة والولد (قل هو الله أحد - الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفواً أحد)[الإخلاص: ١-٤] وهو سبحانه متصف بصفات الكمال، لا يشبهه شيء من مخلوقاته في صفة من صفاته:(ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير)[الشورى: ١١] وهو وحده الخالق المحيي المميت قيوم السماوات والأرض، ولا يعد مؤمناً من لم يعلم علماً يقينياًً بأن الله متفرد بذلك كله.
لا يكفي التوحيد العلمي، بل لا بدّ من التوحيد العملي:
إلا أن هذا التوحيد النظري لا يكفي كي يعد المرء مؤمناً، بل لا بد من اتخاذه وحده إلهاً معبوداً بالتوجه إليه بالعبادة دون سواه.
لأن الخالق الرزاق المنعم المتفضل المحيي المميت المتصف بصفات الكمال المنزه عن صفات النقص هو المستحق أن يُعبَد دون سواه، فغيره مربوب مألوه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، فكيف يعبد من دون الله تعالى؟
(١) التوحيد الحق: الاعتقاد بوحدانية الله سبحانه في ذاته وصفاته، ثم عبادته وحده لا شريك له، وقد حرف هذا المفهوم، فزعم قوم أن التوحيد يقتضي نفي صفات الله، لأنه يلزم منه بزعمهم تعدد الواجب، وزعم بعض الصوفية أن التوحيد الذي أشرنا إليه توحيد العامة، أما توحيد الخاصة فهو الذي يثبت بالحقائق، وزعموا أن هناك توحيد خاصة الخاصة، وكل ذلك ضلال.