والكفرة من مشركي العرب وكثير غيرهم كانوا يعتقدون بوحدانية الله في الخلق والإيجاد، وتفرده في الرزق والإحياء والإماتة والملك، ولكنهم يرفضون عبادته وحده دون غيره، وقصده دون سواه، وهذا تناقض شنيع، فالمتفرد بالخلق والإيجاد هو المستحق للعبادة والخضوع والتعظيم، وقد أطال القرآن في مناقشة المشركين وبيان تناقضهم في هذا وبين لهم أن الذي أقروا به من تفرده بالخلق والرزق ... إلخ يلزمهم بعبادته وإخلاص الدين له.
كلمة التوحيد: معناها، فضلها، شروطها
(لا إله إلا الله) كلمة التوحيد، جمعت الإيمان واحتوته، وهذه الكلمة عنوان الإسلام وأساسه.
ومعناها: لا معبود يستحق العبادة إلا الله سبحانه، وقد أخطأ من فسرها بأنه لا موجود إلا الله، لأن معنى الإله: المعبود، فيصبح المعنى بناء على قول هؤلاء، لا معبود موجود إلا الله، وهذا غير صحيح؛ لأنه يلزم منه أنّ كلّ معبود بحق أو باطل هو الله، فيكون ما عبده المشركون من شمس وقمر ونجوم ... إلخ هو الله، فكأنه قيل: ما عُبِد على هذا التقدير إلا الله، وهذا من أبطل الباطل.
فالمعنى الصحيح المتعين هو ما ذكرناه أولاً: أنه لا معبود يستحق العبادة إلا الله وحده.
وقد جاءَت النصوص دالة على فضل (لا إله إلا الله) ، وعظيم نفعها، وقد سبق ذكر النصوص الدالة على أن من قال:(لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة) . وبهذه الكلمة يعصم العبد ماله ودمه، ويصبح مسلماً.
ولكن ليس المراد بهذه الكلمة مجرد النطق، فلا تنفع هذه الكلمة قائلها عند ربه إلا بسبعة شروط: