للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث

أركان العبادة

للعبادة أركان ثلاثة:

الأول: الإخلاص: بأن يقصد العبد وجه ربه والدار الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينحكها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) (١) وترك الإخلاص يبطل العبادة.

الثاني: الصدق: ونريد به الصدق في العزيمة، بأن يبذل العبد جهده في امتثال أمر الله واجتناب نهيه، والاستعداد للقائه، وترك العجز، وترك التكاسل عن طاعة الله.

الثالث: متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يعبد الله إلا وفق ما شرعه الله، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أمّا أن يعبد الناس ربهم بغير علم فهذه هي البدعة التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وذم فاعلها، وأخبر أن عمله ضلالة. فقال: " كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ". وصاحب البدعة عمله مردود عليه غير مقبول منه.

ففي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية لمسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ". (٢)

لا عبادة إلا بهذه الأركان:

فما لم توجد العزيمة الصادقة لا توجد العبادة، إذ تصبح العبادة تمنيات وآمالاً لا يكاد يهم المرء بفعلها حتى تخبوا إرادته وتنحل. وما لم يوجد الإخلاص ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن العبادة لا يقبلها الله تعالى.


(١) رواه البخاري ومسلم، وهو حديث مشهور تغني شهرته عن تخريجه. وانظر كتابنا ((مقاصد المكلفين)) ص: ٥١٩، فقد ذكرنا فيه طرقه ومخرجيه.
(٢) عزاه ابن الأثير في جامع الأصول: ١/٢٨٩، ورقمه: ٧٥ إلى البخاري ومسلم وأبي داود.

<<  <   >  >>