وعدد هذه ((الكروموسومات)) ثابت في خلايا كلّ نوع من أنواع الحيوانات والنباتات المختلفة، فعددها في خلايا القط - مثلاً - يختلف عن عددها في خلايا الكلب أو الفيل أو نبات الجزر أو الفول.
وفي كل خليّة من الخلايا التي يتكون منها جسم الإنسان يوجد ستة وأربعون من هذه (الكروموسومات) .
وعندما تنقسم الخلية إلى خليتين داخل أجسامنا فإنّ كلّ خلية جديدة لا بدّ أن تحتوي على العدد نفسه من (الكروموسومات) ، وهي ستة وأربعون، إذ لو اختل هذا العدد لما أصبح الإنسان إنساناً. والخلايا كما ذكرت دائمة الانقسام، يحدث هذا في جميع ساعات اليوم حتى في أثناء نومنا، ونحن حتى الآن لا ندرك حقيقة القوى المهيمنة على هذه العملية المذهلة: عملية انقسام الخلايا، بل يكتفي العلم بوصف الخطوات العملية التي يمكن ملاحظتها تحت عدسات (الميكروسكوب) العادي أو عن طريق (الميكروسكوب الإلكتروني) الذي يكبر الأشياء تكبيراً أكثر بكثير من تكبير الميكروسكوب العادي ".
جـ - لماذا تختلف الخلايا التناسلية عن غيرها؟
وذكر الدكتور يوسف: " أن جميع الخلايا الناتجة عن عمليات الانقسام في جسم الإنسان لا بدّ أن تحتوي على ستة وأربعين (كروموسوماً) فيما عدا نوعين من الخلايا، هما الخلايا التناسلية، أي الحيوان المنوي في الذكر والبويضة في الأنثى، وعندما تنقسم خلايا الأنسجة لتكوين هذه الخلايا التناسلية فإنها تنتج خلايا لا تحتوي على الستة والأربعين (كروموسوماً) ، بل تحتوي على نصف هذا العدد، أي يصبح في كل خلية تناسلية ذكرية أو أنثوية ثلاثة وعشرون (كروموسوماً) فقط ".
ثم بين لماذا يحدث ذلك، فقال: " يحدث هذا لحكمة بالغة ولهدف عظيم، إذ إنّ الخلية الذكرية (الحيوان المنوي) لا بدّ أن تندمج مع الخلية الأنثوية (البويضة) لتكوين أول خلية في جسم الجنين، وهي التي نطلق