قال المفتي (ص١٠٢): «يخالف المتشددون أغلب المسلمين في فرحهم بذكرى ميلاد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ويتهمونهم أنهم على بدعة ضلالة، وهذه مصيبة أخرى من مصائبهم».
الجواب:
أولًا: اعترف المفتي (ص١٠٦) أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يحدث إلا في القرن الخامس الهجري.
وقد نقل الإمام الصالحي الشامي عن الحافظ السخاوي - رحمه الله - في فتاويه: قوله: «عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة». ونقل عن الحافظ ابن حجر العسقلاني قوله:«أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة». ونقل عن الإمام العلامة تاج الدين الفاكهاني المالكي - رحمه الله - أن عمل المولد بدعة مذمومة (١).
إذن الاحتفال بالمولد النبوي حدث بعد القرون الثلاثة المفضلة التي قال عنها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». (رواه البخاري ومسلم).
(١) انظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (١/ ٣٦٦، ٣٦٢، ٣٦٨).