ونحن السلفيين لا ندّعي لأنفسنا ولا لعلمائنا العصمة، ونحن نرحب بكل من ينصحنا سواء أنَصَحَ برفقٍ أو بشدة طالما كان يريد أن يَرُدّنا إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة, وإلا رددناه نحن إلى ذلك؛ فالحق أحق أن يُتَّبَع , وما لم يكن دينًا عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته - رضي الله عنهم - الذين قال الله لهم:{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا}(البقرة:١٣٧)، لا نقبل أن يكون اليوم دينًا.
ونُذَكِّر المفتي وجميع المسلمين بقول الإمام مالك - رحمه الله -: «من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خانَ الرسالة؛ لأن الله يقول:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}(المائدة:٣)، فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا» (١).
وفي الختام أشكر للأستاذ الدكتور محمد بكر حبيب، وللأستاذ الدكتور محمد النشار ما قاما به من جهد وما انتزعاه من وقتهما الثمين في مراجعة هذا الكتاب؛ فجزاهما الله عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأسأل الله - عز وجل - أن يبارك لهما في علمهما وعمرهما وأن ينفع بهما الإسلام والمسلمين.
كما أسأله - سبحانه وتعالى - أن ينفع المسلمين بهذه الورقات وأن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه ـ سيدنا محمد ـ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.