الجامعات المصرية، وكثير مِن المثقفين المصريين مِن أطباء ومهندسين ومدرسين وغيرهم.
وما أظن أن مقالة فضيلتكم في الصحيفة الأمريكية ستُثْنِي هؤلاء - إن شاء الله - عن التمسك بدينهم، وما أظن الجيوش الأمريكية أو جيوش الناتو ستفلح في ذلك - إن شاء الله -.
٣ - نحن لا نشكك في عقيدة المسلمين، بل نحملهم على ظاهرهم، أما فضيلتكم فقد اتهمتم السلفيين، بأنهم لا علاقة لهم على الإطلاق بتعاليم الإسلام العظيم! هكذا .. «لا علاقة لهم على الإطلاق»، فمَن الذي يشكك في عقيدة المسلمين: نحن أم أنت؟! أم كما يقولون:«رمتني بدائها وانسلت»؟!
٤ - أما اتهامكم للسلفيين بأنهم يتسببون في بث مشاعر الكراهية في المجتمع، فهذا افتراء لا دليل عليه، بل هم دائمًا حريصون على التأليف بين المسلمين وجمع كلمتهم على الكتاب والسنة مع عدم التفريط في شيء من ثوابت الدين، ويعاملون غير المسلمين وفق تعاليم دينهم، فلا يظلمونهم، وفي نفس الوقت لا يقرونهم على الكفر، ولا يسعون لإرضائهم على حساب دينهم.
قال فضيلة المفتي:
«وعندما يعجز هذا المنظور المثالي للمجتمع - الذي يروّج له مَن يسمون أنفسهم بالسلفيين - عن التبلور؛ تتجه الأمور إلي مزيد مِن الأصولية الخطرة.
إن حقيقة أن الماضي الذي يسبغون عليه المثالية الكاملة هو مجرد نتاج لخيالهم، ومِن ثمَّ فهو بعيد المنال (لا يمكن لأحد تحقيقه) يتحول إلى محرك للأصولية التي يغذيها شعورهم بالإحباط، وهو حتمًا ما يصلون إليه.
والنتيجة الأخرى لهذا الوضع هو: الانعزالية التي تقصي المرء عن محيطه مِن إخوانه المواطنين المتدينين، وبالتالي مِن الإنسانية كلها.
فهؤلاء السلفيون يصبحون جزءًا مِن المشكلة بالنسبة للعالم، وليسوا إخوانًا علي الصراط المستقيم (طريق الله)، وهذا الفكر الذي يتبنونه لا مكان فيه للثقافة أو