للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكر الإمام صدر الدين ابن أبي العز الحنفي شارح العقيدة الطحاوية، وهي عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي (١) أنّ الْأَدِلَّةَ الصَّحِيحَةَ الصَّرِيحَةَ الْقَطْعِيَّةَ عَلَى عُلُوِّ اللهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ تَزِيدُ عَلَى أَلْفِ دَلِيلٍ (٢).

وذكر أن النصوص الواردة المتنوعة المحكمة على علو الله على خلقه، وكونه فوق عباده تقرب من عشرين نوعًا (٣).

وقسمها إلى ثمانية عشر نوعًا وذكر أدلة كل نوع، ثم قال: «وهذه الأنواع من الأدلة لو بُسِطَتْ أفرادها لَبَلَغَتْ نحو ألف دليل، فعلى المتأول أن يجيب عن ذلك كله! وهيهات له بجواب صحيح عن بعض ذلك!» (٤).

وكتاب الله - سبحانه وتعالى - به الكثير من النصوص الدالة على علوه - سبحانه وتعالى - بذاته فوق جميع مخلوقاته، ومن ذلك:

أولًا: التصريح باستوائه على عرشه جاء ذلك في سبعة مواضع في القرآن العزيز:

١ - قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: ٥).

٢ - قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الأعراف: ٥٤).


(١) وقد ذكر ابن أبي العز في مقدمة شرحه للعقيدة الطحاوية أن الإمام أبي جعفر الطحاوي - رحمه الله - أخبر عما كان عليه السلف، ونقل عن الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وصاحبيه أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الحميري الأنصاري، ومحمد بن الحسن الشيباني , ما كانوا يعتقدون من أصول الدين، ويدينون به رب العالمين.
(٢) شرح العقيدة الطحاوية (ص ١٦٤).
(٣) نفس المصدر (ص ٢٨٥ - ٢٨٨).
(٤) نفس المصدر (ص ٢٨٨).

<<  <   >  >>