للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحكم (١) وذكر عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر (٢): حبس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عائشة سنةً فبينا هو نائم أتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ... الحديث.

قال عبد الرزاق: حبس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عائشة خاصّةً سنةً حتّى أنكر بصره. (٣)

وروى محمد بن سعد (٤) عن ابن عباس: مرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فحبس عن النّساء والطّعام والشّراب فهبط عليه ملكان. وذكر القصة.

فقد استبان لك من مضمون هذه الروايات أن السحر إنما تسلط على ظاهره وجوارحه لا على قلبه واعتقاده وعقله، وأنّه إنما أثّر في بصره وحبسه عن وطء نسائه وطعامه، وأضعف جسمه وأمرضه.

ويكون معنى قوله: (يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتيهن)، أي: يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة على النساء فإذا دنا منهن أصابته أخذة السحر فلم يقدر على إتيانهن كما يعتري من أخذ واعترض، ولعله لمثل هذا أشار سفيان بقوله: وهذا أشد ما يكون من السحر، ويكون قول عائشة في


(١) نفس المصدر من طريق الواقدي.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (ج١٤ ص١٤) وهو مرسل، من مراسيل يحيى بن يعمر، ومن طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، صدوق يهم كثيرًا ويرسل ويدلس.
(٣) في "المصنف" (ج١١ ص١٣) وهو من مراسيل يحيى بن يعمر وسعيد بن المسيب كما تقدم.
(٤) في "الطبقات" (ج٢ ص١٩٨) والحديث ضعيف جدًا، سبق تخريجه والحكم عليه في حاشية ص (٩٩).

<<  <   >  >>