للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد هبطنا يثرباً وصدورنا ... تغلي بلابلها بقتل محصد

فعفوت عنهم عفو غير مترب ... وتركتهم لعقاب يوم سرمد

نفراً يكون النصر في أعقابهم ... أرجو بذاك ثواب رب محمد (١)

ورجع إلى اليمن، انتهى.

لا جرم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَغَّبَ في سكناها وقال: «لا يدعها أحدٌ رغبة عنها إلا أبدله الله فيها من هو خير منه» (٢) وهذا عامٌّ في حياته وبعده صلى الله عليه وسلم على الأصح فيما صرح به النووي في «شرح مسلم» تبعاً لعياض.

ولما قدم المهدي بعث إلى مالك بألفي دينار [١٨٥ - ب] أو بثلاثة آلاف دينار، ثم أتاه الربيع بعد ذلك فقال له: إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السلام، فقال له مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» (٣) والمال عندي على حاله.

وقوله: «فربنا» (خ). قلت: فَصَدقَ لا يحمد إلا الله، ولا يُشكر إلا الله، وهذا بعين الحقيقة، وأما بعين المجاز فشكر المنعم واجب لحديث: «لا يشكر الله


(١) البيت قبله:
ولقد تركت بها له من قومنا ... نفراً أولي حسب وبأس يحمد
(٢) أخرجه مسلم (رقم٣٣٨٤).
(٣) هو جزء من الحديث السابق.

<<  <   >  >>