فأنشدكم الله عباد الله هل فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحمزة عمه سيد الشهداء موسما, وهل فعل سيد هذه الأمة أبو بكر لسيد الإرسال, صلوات الله عليه وعلى جميع الأصحاب والآل موسما؟ وهل فعل عمر لأبي بكر موسما؟ وهل تصدى لذلك أحد من التابعين رضي الله عنهم أجمعين.
ثم أنشدكم الله هل حرمت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المساجد, أو زوقت أضرحة الصحابة والتابعين الأماجد.
وكأني بكم تقولون في نحو المواسم المذكورة, وزخرفة أضرحة الصالحين وغير ذلك من أنواع الابتداع, حسبنا الاقتداء والاتباع, {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف:٢٢] الآية.
وهذه المقالة قالها الجاحدون, هيهات هيهات لما توعدون, وقد رد الله مقالهم, ووبخهم وما أقالهم.
فالعاقل من اقتدى بآبائه المهتدين, وأهل الصلاح والدين, (خير القرون: الحديث)، وبالضرورة إنه لن يأت آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها, فقد نص رسول الله صلى عليه وسلم, وعقد الدين قد سجل, ووعد الله بإكماله قد عجل، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:٣] الآية.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أيها الناس قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الجادة , فلا تميلوا بالناس يمينا ولا شمالا).
فليس في دين الله, ولا فيما شرع نبي الله, أن يتقرب لله بغناء وشطح, والذكر الذي أمر الله به, وحث عليه ومدح الذاكرين به, هو على الوجه