الذي كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - , ولم يكن على طريق الجمع ورفع الأصوات على لسان واحد, فهذه سنة السلف وطريقة صالحي الخلف, فمن قال بغير طريقهم فلا يستمع, ومن سلك غير سبيلهم فلا يتبع, {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء:١١٥] الآية {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ} [يوسف:١٠٨] الآية.
فما لكم يا عباد الله ولهذه البدع أأمنا من مكر الله, أتلبيسا على عباد الله, أمنابذة لمن النواصي في يديه, أم غرورا بمن الرجوع بعد إليه.
فتوبوا واعتبروا وغيروا المناكر واستغفروا, فقد أخذ الله بذنب المترفين من دونهم, وعاقب الجمهور لما أغضوا عن المنكر عيونهم, وساءت بالغفلة عن الله عقبى الجميع مابين العاصي والمداهن المطيع.
أفيزلكم الشيطان وكتاب الله بأيديكم, أم كيف يضلكم وسنة نبيه تناديكم، فتوبوا إلى رب الأرباب, {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:٥٤]. الآية.
ومن أراد منكم التقرب بصدقة أو وفق لمعروف إطعام أو نفقة, فعلى من ذكر الله في كتابه, ووعد فيهم بجزيل ثوابه, كذوي الضرورة الغير الخافية, والمرضى الذين لستم بأولى منهم بالعافية, ففي مثل هذا تسد الذرائع, وفيه تمثل أوامر الشرائع {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء} [التوبة:٦٠] الآية.
ولا يتقرب إلى مالك النواصي بالبدع والمعاصي, بل بما يتقرب به الأولياء والصالحون والأتقياء المفلحون, بكل حلال, وقيام الليالي, ومجاهدة