وها نحن عباد الله أرشدناكم وحذرناكم وأنذرناكم, فمن ذهب بعد لهذه المواسم, أو أحدث بدعة في شريعة نبيه أبي القاسم, فقد سعى في هلاك نفسه, وجر الوبال عليه وعلى أبناء جنسه، وتله الشيطان للجبين, وخسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}[النور:٦٣] ... الآية. إلى آخر المرسوم.
وممن انتصر للمرسوم وأيده من علماء المغرب: العلامة المؤرخ أحمد الناصري، حيث قال في الاستقصا (٨/ ١٢٤): ... وقد تكلم الشاطبي وغيره من العلماء فيما يقرب من هذا، وذكروا أن الغلو في التعظيم أصل من أصول الضلال، ولو لم يكن في ذلك إلا قضية الشيعة لكان كافيا، فالحاصل أن خير الأمور الوسط، ومن هنا أيضا كان السلطان المولى سليمان رحمه الله قد أبطل بدعة المواسم بالمغرب، وهي لعمري جديرة بالإبطال، فسقى الله ثراه، وجعل في عليين مثواه. اهـ.
وكذا انتصر له عبد السلام بن محمد السرغيني (ت١٣٥٤) في مسامرة في الانتصار للسنة وقمع البدعة. وقد تقدم.
وكذا العلامة محمد كنوني المذكوري مفتي رابطة علماء المغرب في الفتاوى التي أصدرتها الرابطة، وأيده في ذلك أمينها العام العلامة عبد الله كنون.
وقد قدمت كلامه هذا فيما تقدم لكن لا بأس بإعادته هنا لصلته الوثيقة بما نحن بصدده من موقف المغاربة من مواسم الأضرحة.