للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما تولى السلطان عبد العزيز كان طفلا عمره لا يتجاوز ١١ سنة فوقع ألعوبة في يد الوزير أحمد بن موسى (المعروف بـ «باحماد») (١) أولا، ثم-وهو الأخطر- في يد الأطماع الخارجية ثانيا.

ولهذا فالبنك المخزني الربوي المغربي تكوَّن بموجب البند الثالث من معاهدة مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة ١٩٠٦. وأسند إدارته لبنك باريس (٢). ليفقد المغرب بذلك استقلاله المالي والاقتصادي، وجزءا من سيادته لأنه أصبح أمام نوع من الحماية الدولية كما قال ألبير عياش (٣).

وهو بنك دولي مركب من ١٣ نائبا يمثلون الدول الحاضرة للمؤتمر، ورأس ماله ١٥ مليون فرنك موزعة على ٣٠ ألف سهم (٤).

وكان عبد العزيز وعد بإسناد مهمة تأسيس بنك مخزني للكونسورسيوم، وهي مجموع بنوك فرنسية، وهي التي أقرضته قرض ١٩٠٤ (٥).


(١) الذي اختار عبد العزيز للحكم هو باحماد نفسه بالاتفاق مع أم السلطان لاله رقية، ليتسنى له الاستحواذ بالسلطة والتحكم في السلطان الطفل. المخزن والضريبة والاستعمار (١٠٤ - ١١١ - ١١٩).
لما توفي الوزير باحماد سنة ١٩٠٠ كان عمر السلطان عبد العزيز ٢٢ سنة، سقط العامل الشاب ذو النية الطيبة تحت إمرة المستشارين الأجانب، الذين دفعوه إلى تبذير احتياطات خزينته الوفيرة، فقد كان يشتري الأشياء الأكثر غرابة، مثل الفونوغرافات والسيارات وآلات التصوير، وكان يركب الدراجة ويلعب التنس، ويشعل الألعاب النارية. المغرب والاستعمار (٧٠) بتصرف.
(٢) المغرب والاستعمار (٨٠ - ٨١ - ١٢٣).
(٣) المغرب والاستعمار (٨٠ - ٨١).
(٤) البيان المطرب (٨١).
(٥) المغرب والاستعمار (٧٨).

<<  <   >  >>