للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تكرّماً وتفضلاً، فمهما تقرّب العبد من ربه عزّ وجل بالطاعات فلن يوفيه حقه من الشكر.

كما إن إمساك نعمه عن عباده أو إرسالها هي نعمة أخرى من نعم الله عز وجل وفضله. فهو الحكيم جل جلاله الذي يمسك النعمة عن عبده لأنه يعلم أن في إمساكها عنه خير له في دينه وآخرته. ويرسل سبحانه وتعالى وهو العليم الخبير إن كان في إرسال النعمة خيرٌ للعبد في دينه وآخرته. فهو الولي الحميد الذي يرعى مصلحة عبده، فيحميه من بعض أمور الدنيا التي قد تؤثر على آخرته .. سبحانه إنه اللطيف الخبير.

وإن الإنسان رغم معرفته بتلك الحقيقة أحياناً إلا أنها قد تخفى عليه وتبعده عن مقام الرضا بقضاء الله، وذلك لضيق المنع وقساوته على النفس، وعدم قدرة الإنسان على معرفة الحكمة ورؤية العبرة .. وكل ذلك لحكمة يريدها الله من امتحانٍ للعبد في الرضا والتسليم. ومفتاح النجاح في ذلك كله يكمن في هذا الدعاء الذي يردّ المسلم إلى معاني قدرة الله وملكية الله للأشياء وتسخيرها بقدرته وفضله لذلك الإنسان. فإن تذكر ذلك الإنسان عند ترديده لهذا الدعاء هذه المعاني الجليلة، نجا وأفلح.

<<  <   >  >>