قصرٌ عظيم .. مهيب الجانب .. ممتد الأطراف .. شامخ الطول .. إن دخلته أمنت نفسك .. وإن أوغلت فيه تسللت الطمأنينة والسكينة في أعماقك .. وإن أمعنت فيه دَاخَل الحب والسعادة قلبك وروحك. فإذا نسجت من طعامه خلايا فكرك وروحك سلم قلبك من كل سوء، وحافظت على سلامته فكنت ممن فازوا بالقلب السليم الذي هو شرط الفوز بالحياة الآخرة.
ذاك القصر ليس محجوباً عن أحد .. فالدعوة عامة .. من غير قيد أو شرط إلا أن تكون مسلماً. ولك أن تمكث فيه ماشئت فالإقامة فيه بالمجان، بل ويكافئك كلما أحببته وأقمت فيه.
طبعاً قصرٌ بهذه المواصفات ضربٌ من الخيال في هذه الحياة الدنيا .. لكنه ليس كذلك، إنه واقع حقيقي.
إنه قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث وأذكار .. كلما أمعنت نظرك، وفتحت قلبك وعقلك تفكّراً أخذ بشغاف قلبك ولبّك من شدة عظمته وكثرة نفعه.