هوناً، أي بشكل لطيف لا يزعج الآخرين ولا يريد علواً في الأرض ولا فساداً .. فلا يركب سيارته تفاخراً أو ليكون محطاً للأنظار أو تباهياً أمام الأصحاب ... إنها مسخرة لقضاء الحاجات وخلافة الله في الأرض ... فلا بد من حمد الله على هذه النعمة ولا بد من التذكر أن الله أكبر مهما علا سلطانك أو ارتفعت منزلتك الاجتماعية، فإن غدا التفاخر في ثمن السيارة مباراة وسجالاً بين الأقارب والخلان فتذكر الله أعلى وأكبر، وتذكر أن هدف الدابة أو آلة الركوب تسهيل إنجاز الأعمال وإعمار الكون بطاعته وخلافته في أرضه وليس العلو والافتخار.
وإن عجب ربنا جل وعلا من عبده حين يستغفره وهو يعلم أنه لايغفر الذنوب غيره، فإني أعجب من العبد الذي زوّده ربه ومولاه بكل هذه الأذكار في كل موقف كي لايغفل عنه فتطاله يد الشيطان، ثم يضيّع هذه المفاتيح الثمينة التي تفتح له أبواب الخير وتسدّ عنه أبواب الشر، أو يصرّ على التغاضي عنها والولوج في مستنقع الشر ومهالك النفس.