للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صفاته، والركن الأمين الذي يجزع إليه كل مضطر وتحن إليه القلوب وتُولَه به لروعة خصاله. وهو المالك الحقيقي لكل شيء، فلا تخرج عن سيطرته ذرة تراب أو ذرة هواء، فهو المتصرف في كل شيء، القادر على التحكم به، فالجميع خاضعٌ لحكمه، فلا خوف من أن يُظلم أحدٌ فلا يقتص الله له أو ينصره، ولا نفاذ لخزائنه فلا يقتّر الرزق على أحد من خلقه. فله الحمد الذي أعطاك هذه النّعم ابتداءًَ من قدرة على الروح إلى السوق، مروراً بنعمة المال الذي يمكنك شراء ما تريد، وقدرته جل وعلا على النصرة والمنعة من الظلم وإنزال الرزق.

(يحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير)

لماذا يذكّر الدعاء بالموت والحياة؟

إنّ تذكّر قصر الحياة الدنيا وقدرة الله عليه يعصم من الشهوات وخيانة الأعين والإسراف فيما لا ينبغي والحلف بالكذب.

فهو رادعٌ للشهوات وملزم لكثير من الآداب كغض البصر وحفظ اللسان والحلف بغير حق لإنفاق سلعة، أو مانع لشجار وخصام وجدال مرير حول الثمن أو خفضٍ لصوت امرأة أو كبت لضحكة طائشة.

<<  <   >  >>