للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فمثلاً لو أن مصنعاً كان مغلقاً فجاء أحدهم وقال لصاحبه افتح هذا المصنع باسم الحاكم أي بأمر الحاكم هل يستطيع أحد أن يمنع هذا الأمر؟

ولله المثل الأعلى، إن اسم الله يفتح كل باب ويفرّج كل عسير، إنه استفتاح بعظيم السموات والأرض وخالقها ... إنه استغاثة بخازن السموات والأرض ومن فيهن، بمن عنده مفاتيح الغيب.

ثم يأتي الدرس الأول للحال الواجب أن يكون المسلم عليه في هذا الموقف الشديد على النفس، إنه درس الرضا والتسليم حتى لا يُحب تعجيل ما أمسكه الله لحكمة بالغة هو وحده يعلمها، ولا يطلب تأخير أمر قد عجّله الله وقضاه، ولو كان الخير في تعجيله لعجّله جل جلاله. هذا هو المفتاح الذي بإذن الله سيفتح مغاليق أبواب الرزق.

فالشطر الأول من الدعاء استغاثة واستفتاح باسم الله على نفسه وماله ودينه ... هذا الاستفتاح يحمل في طياته أن يكون ذا علاقة ودودة مع خالقه، أي أنه بعيد عن الذنوب، قصيٌ عن المعاصي. لأنه يستفتح باسم الله " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيْبُهُ، وَلا يُرَدُّ الْقَدَرُ إِلا بِالدُّعَاءِ، وَلا يَزِيْدُ فِيْ الْعُمْرِ إِلا الْبِرُّ" (١) فهذا التذكير بالتوبة


(١) صحيح ابن حبان حديث: ٨٧٢

<<  <   >  >>