للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[تورع السلف عن آفات اللسان في الفتن]

قال إياس بن معاوية بن قُرَّة -رحمه الله تعالى-:

"كان أفضلهم عندهم -أي عند الصحابة رضي الله عنهم- أسلمهم صدورًا، وأقلهم غِيبة" (١).

وعن طارق بن شهاب، قال: كان بين خالدٍ وسعدٍ كلام، فذهب رجل يقع في خالدٍ عند سعد، فقال: "مه! إن ما بيننا لم يبلغ ديننا" (٢).

وسمع عمار بن ياسر - رضي الله عنه - رجلًا ينال من أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها -، فقال له: "اسكُتْ مقبوحًا منبوحًا، فأشهد أنها زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجنة"، وفي رواية: "اغرب مقبوحًا أتؤذي محبوبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! " (٣).

وقال ثابتٌ البُنانِيُّ: "إن مُطَرِّفَ بن عبد الله قال: لبثتُ في فتنة ابن الزبير تسعًا أوسبعًا ما أُخْبِرتُ فيها بخبر، ولا استخبرت فيها عن خبر".

وعن شقيق، قال: قال لي شريح: "ما أخبرت ولا استخبرت منذ كانت الفتنة"، قلت: "لو كنتُ مثلك، لسرني أن أكون قد مت"، قال:


(١) "حلية الأولياء" (٣/ ١٢٥)، بلفظ: "عندي -يعني الماضين"، ولعل ما أثبتناه أقرب.
(٢) "المرجع نفسه" (١/ ٩٤).
(٣) أخرجه ابن عساكر كما في "الكنز" (٣/ ١١٦)، وابن سعد (٨/ ٦٥).

<<  <   >  >>