للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رُبَّ قولٍ يسِيل مِنه دَمٌ

لا ينحصر شؤم إطلاق اللسان في الفتن في ولائم السوء التي يسودها الجدل والمراء والغيبة والنميمة، لكنه يتعداها إلى آثار خطيرة في واقع الأمة، فالشر مبدؤه شرارة، "ومعظم النار مِن مُستصغَر الشرر".

- وكثير من الفتن تُبْذَر بذرتها في مجالس الغيبة والوقيعة، ولا يتوقع أصحابها أن تبلغ ما بلغت، ثم تُلَقَّحُ بالنجوى، وتُنْتَجُ بالشكوى، وإذا بها تشتعل وتضطرم رويدًا رويدًا حتى يستعصي إطفاؤها حتى على الذين أوقدوا شرارتها، فهؤلاء الغيابون أكلة لحوم البشر هم من الذين وصفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إن من الناس مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر، وإن من الناس مفاتيحَ للشر، مغاليقَ للخير، فطوبى لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الخيرِ على يديه، وويل لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الشر على يديه" (١).

خَلِّ جنبيك لرامِ ... وامض عنه بسلامِ

مُتْ بداءِ الصمتِ ... خيرٌ لك من داء الكلامِ

رُبَّما استُفْتِحَ بالقو ... لِ مغاليقُ الحِمامِ

رُبَّ قولٍ ساقَ ... آجالَ فِئامٍ وفئامِ

إنما السالمُ مَنْ ... ألجَمَ فاهُ بِلِجامِ


(١) أخرجه ابن ماجه رقم (٢٣٧)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة" رقم (٢٩٧)، وحسَّنه الألباني بطرقه في "الصحيحة" رقم (١٣٣٢).

<<  <   >  >>