للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبحسب كمال هذه الامور فيه وقيامها به , تكون صديقيته , ولذلك كان لأبى بكر الصديق رضى الله عنه ذروة سنام الصديقية , سمى: " الصديق " على الاطلاق , و" الصّدّيق " أبلغ من الصدوق

والصدوق أبلغ من الصادق. فأعلى مراتب الصدق: مرتبة الصّدّيقية , وهى كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم , مع كمال الإخلاص للمرسل.

قال ابن القيم: " قال شيخنا: والصّديق أكمل من المحدّث , لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والإلهام والكشف , فإنه قد سلم قلبه وسره وظاهره وباطنه للرسول صلى الله عليه وسلم , فاستغنى به عما منه. قال: وكان هذا المحدّث يعرض ما يحدّث به على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , فإن وافقه قبله , وإلا ردّه , فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث ".

والفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنوان الصديقية , ومنشور الولاية النبوية , وفيه تفاوت مراتب العلماء , حتى عدّ ألف بواحد.

أخى فى الله , حبيبى فى الله , الصادق جبيب الله , فهل تريد الله أم تريد الدنيا؟ .. هل تريد الجنة أم تريد شهواتك؟ .. تريد الرّفعة فى الدنيا أم تريد المنزلة العليا فى الجنة؟ .. هذه قضية تحتاج منك أن تكون صادقا فيها .. فاصدق الله , فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصدق الله يصدقك " [صححه الألبانى].

<<  <   >  >>