نعم: لما أطعم القرآن لحمه , وأسقاه دمه .. لما اختلط القرآن بلحمه ودمه فجرى فى عروقه ونبض به حسه , نطق جسده الطاهر بالقرآن .. اللهم اجعلنا من أهل القرآن , اللهم لا تحرمنا نعيم القرآن وطعم القرآن ولذة القرآن وحلاوة القرآن .. يا كريم يا رحمن .. يا كريم يا منّان.
اللهم يا ربنا اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا , ونور أبصارنا , وجلاء أحزاننا وهمومنا وغمومنا , اللهم اجعله حجة لنا لا علينا , اللهم اجعله لنا فى الدنيا إماما , وفى القبر مؤنسا , ويوم القيامة شفيعا , وعلى الصراط نورا , ومن النار سترا وحجابا .. اللهم يا ربنا ربّنا بالقرآن وللقرآن وعلى القرآن .. اللهم لا تحرمنا نعمة القرآن .. آمين.
نعم - والله: القران نعمة. وتأمل مذا يقول من ذاق نعمة القرآن .. إنه رجل ربّاه القرآن وسرى بألفاظه ومعانيه فى دمه: " الحياة فى ظلال القرآن نعمة , نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها , نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه , والحمد لله لقد منّ علىّ بالحياة فى ظلال القرآن فترة من الزمان , ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط فى حياتى .. عشت أتملّى فى ظلال القرآن ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود , لغاية الوجود كله وغاية الوجود الانسانى .. وعشت فى ظلال القرآن أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله وحركة هذا الكون الذى أبدعه الله .. وعشت فى ظلال القرآن أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود , أكبر فى حقيقته وأكبر فى تعدّد جوانبه , إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده , وإنه الدنيا والآخرة لا هذه