الشاغل , فكان يردده فى ليله ونهاره وحله وترحاله حتى عرف بين الصحابة بالإمام وصديق القرآن ".
ومن الأئمة الذين رباهم القرآن , الإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل , المعروف بابن النابلسى:
قال عنه أبو ذر الحافظ: سجنه بنو عبيد - الفاطميون - وصلبوه على السّنّة , سمعت الدارقطنى يذكره ويبكى , ويقول , كان يقول وهو يسلخ: " كان ذلك فى الكتاب مسطورا " (الإسراء: ٥٨)
" قال أبو الفرج ابن الفرج: أقام جوهر - القائد - لأبى تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسى فقال له: بلغنى أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم , وجب أن يرمى فى الروم سهما وفينا تسعة .. قال: ما قلت هذا , بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة , وأن يرمى العاشر فيكم أيضا , فإنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين , وادعيتم نور الألوهية .. فشهره ثم ضربه ثم أمر يهوديا فسلخه.
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفى: أخبرنى الثقة أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه , حتى بلغ الوجه , وكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر , فرحمه السلاخ , فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه , وأخبرنى الثقة: أنه كان إماما فى الحديث والفقه , صائم الدهر , كبير الصّولة عند العامة والخاصة , ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن ".