للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السجن أحب إلىّ من حرير امرأة العزيز .. سبحان الله! .. تشم رائحة الصدق من الكلام.

بالله عليك - أخىّ - هل تجد فى نفسك هذه النقطة؟ .. إننا - وللأسف - نضحك من انفسنا .. نهرج ونلعب فى دين الله .. هل فعلا السجن أحب إليك من دعوة الفاتنات أو الغانيات الفاجرات؟ .. قال يوسف: يا رب , عذاب السجن أحسن عندى من قصور العزيز .. العذاب من أجلك يا رب أحب إلىّ من أن أنام وأنا لك عاص .. هذا هو الاعتصام , فكن على عقيدة صادقة بالله لتعتصم بها وقت الشدائد , يقول ربى فى يوسف عليه السلام: " ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين " (يوسف: ٢٢).

" فقد أوتى صحة الحكم على الامور , وأوتى علما بمصائر الأحداث أو بتأويل الرؤيا , أو بما هو أعم , من العلم بالحياة وأحوالها , فاللفظ عام ويشمل الكثير , وكان ذلك جزاء إحسانه فى الاعتقاد وإحسانه فى السلوك: ... " وكذلك نجزى المحسنين " .. وعندئذ تجيئه المحنة الثانية فى حياته , وهى أشد وأعمق من المحنة الأولى , تجيئه وقد أوتى صحة الحكم وأوتى العلم - رحمة من الله - ليواجهها وينجو منها جزاء إحسانه الذى سجله الله فى قرآنه.

والآن نشهد ذلك المشهد العاصف الخطير المثير كما يرسمه التعبير:

" وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون " (يوسف: ٢٣) ..

<<  <   >  >>