ويقول شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - فى المفاسد العاجلة والآجلة لعشق الصور:
" والله - سبحانه وتعالى - إنما حكى هذا المرض طائفتين من الناس , وهم قوم لوط والنساء , فأخبر عن عشق امرأة العزيز ليوسف , وما راودته وكادته به , وأخبر عن الحال التى صار إليها يوسف بصبره وعفته وتقواه , مع أن الذى ابتلى به أمر لا يصبر عليه إلا من صبره الله عليه , فإن موافقة الفعل بحسب قوة الداعى وزوال المانع , وكان الداعى ها هنا فى غاية القوة , وذلك لوجوه:
أحدها: ما ركّب الله - سبحانه - فى طبع الرجل من ميله إلى المرأة , كما يميل العطشان إلى الماء , والجائع إلى الطعام , حتى إن كثيرا من الناس يصبر على الطعام والشراب ولا يصبر على النساء , وهذا لا يذم إذا صادف حلالا.
الثانى: أن يوسف عليه السلام كان شابا , وشهوة الشباب وحدته أقوى.
الثالث: أنه كان عزبا لا زوجة له ولا سرية تكسر حدة الشهوة.
الرابع: أنه كان فى بلاد غربة لا يتأتى للغريب فيها قضاء الوطر , ما يتأتى لغيره فى وطنه وأهله ومعارفه.
الخامس: ان المرأة كانت ذات منصب وجمال , بحيث إن كل واحد من هذين الامرين يدعو موافقتهما.
السادس: إنها غير آبية ولا ممتنعة , فإن كثيرا من الناس يزيل رغبته فى