لذلك فإن الذين يأتون يوم القيامة وأعمالهم لم تقبل سيفاجئون بأن أعمالهم كانت لله ,ولكنها لم تكن خالصة .. كان فيها شىء من حظ النفس .. يا لله!! .. فصحح نيتك , فالطريق إلى الله لا يصلح فيها الا حسن النية .. أخلص قبل أن يأتيك يوم القيامة.
وآه من يوم القيامة! اللهم ارحم يوم القيامة ضعفنا اللهم ارحم ذل وقوفنا بين يديك يا أرحم الراحمين يوم القيامة وما أدراك ما يوم القيامة! إياك أن تنسى ذلك اليوم قال ربنا " ولمن خاف مقام ربه جنتان "(الرحمن: ٤٦) .. تذكر هذا المقام يوم وقوفك بين يديه وأعمالك كلها معروضة عليه .. يوم يقول لك: عبدى , عشت سبعين سنة ولم تصل إلا سنتين لماذا؟ , فتقسم: وعزتك وجلالك يا رب صليت من يوم أن ذهبت إلى المدرسة وأنا فى أولى ابتدائى , ماذا حصل؟!!! .. تجد خمسين سنة من عمرك لم تقبل وعشر سنين فقط قبلت!! .. ... " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون "(الزمر: ٤٧) .. السبب: وجود حظ النفس .. صمت كثيرا , ولم يقبل إلا النذر القليل .. نعم: لوجود حظ النفس فى العمل.
أقول لكم كثيرا: لو كان لها " دور ثان " , لو كان فيها " ملحق " , أو لو كان لها " إعادة " , لقلنا: يا رب , أخطأنا فارجعنا نصلح ما كان منا .. لكن هى مرة واحدة إذا ذهبت فيها إلى جهنم كانت المصيبة .. قال الحسن:" ابن آدم عن نفسك فكايس فإنك إن دخلت النار لم تنجبر بعدها أبدا " .. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة , اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك.