نعم - إخوتاه -: السر الدفين لعدم القبول هو وجود حظ النفس فى العمل: أن تتزوج بالبنت الفلانية لأنها تعجبك وتحبها ولا تتزوج ليعفك الله ويسترك .. تكرم الناس ليكرموك ليس لأجل أن يكرمك الله .. تصلى لتستريح ليس لأنه أمرك بالصلاة .. تؤدى الحقوق كما ينبغى ليقولوا عنك: أمين , ليس لأن الله ألزمك بذلك ..
فوجود حظ للنفس فى العمل معناه: أن تشتغل لحسابك .. تعمل لنفسك وليس لله .. وجود حظ للنفس .. إيا أن تنسى هذه الكلمة .. أن تصير " شغالا " لحسابك .. لمزاجك .. لهواك .. لنفسك .. لا لله .. اللهم استرنا ولا تفضحنا.
هذه هى المشكلة الكبيرة .. أن معظمنا أكثر عمله لنفسه لا لله .. هذه هى الحقيقة ولا تغضب , لذلك قف وقفة جادة وحقق الاخلاص .. جرد النية لله , فلا تدرى متى تموت .. أخلص يقبل عملك , وإلا فسيطرح فى وجهك , وتخسر الوصول إلى الله.
قال أبو أيوب مولى ضيغم بن مالك: قال لى أبو مالك يوما: يا أبا أيوب احذر نفسك على نفسك , فإنى رأيت هموم المؤمنين فى الدنيا لا تنقضى , وأيم الله , لئن لم تأت الدار الآخرة المؤمن بالسرور , لقد اجتمع عليه الامران: هم الدنيا , وشقاء الآخرة. قال: قلت: بأبى أنت وأمى , وكيف لا تأتيه الآخرة بالسرور , وهو ينصب لله فى دار الدنيا ويدأب؟! , قال: يا أبا أيوب , فكيف بالقبول؟! وكيف بالسلامة؟! , ثم قال: كم من رجل يرى أنه قد أصلح نفسه , وقد أصلح قرباته , قد أصلح