همته , قد أصلح عمله , يجمع ذلك يوم القيامة ثم يضرب به وجهه ".
إخوتاه , حاسبوا أنفسكم وانظروا فيها .. عامر بن قيس كان يقول لنفسه: قومى يا مأوى كل سوء , فوعزة ربى لأزحفنّ بك زحف البعير , وإن استطعت أن لا يمس الارض زهمك (شحم الجسم) لأفعلن. ثم يتلوى كما يتلوى الحب على المقلى , ثم يقوم فينادى: اللهم إن النار قد منعتنى من النوم , فاغفر لى.
وتعبد رجل ببيت شعر سمعه:
لنفسى أبكى لست أبكى لغيرها ... لنفسى فى نفسى عن الناس شاغل
إخوتاه , إن فتنة النفس والشهوة , وجاذبية الارض والدعة والاطمئنان , وصعوبة الاستقامة على صراط الايمان , والاستواء على مرتضاه , مع المعوقات والمثبطات فى أعماق النفس - هى الفتنة الكبرى.
لكن ما الحل - إخوتاه - لننفى عن أعمالنا حظ النفس ليقبلنا الله؟
النفس تصهرها المجاهدة فتنفى عنها الخبث , وتستجيش كامن قواها المذخورة فستيقظ. ويكفى قول الله عز وجل: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " (العنكبوت: ٦٩).
قال أبو يزيد البسطامى: عالجت كل شىء , فما عالجت أصعب من معالجة نفسى , ما شىء أهون علىّ منها.