وقال: دعوت نفسى إلى الله , فأبت علىّ واستصعبت , فتركتها ومضيت إلى الله.
وقيل لبعض أهل الرياضة: كيف غلبت نفسك؟ , فقال: قمت صف حربها بسلاح الجد , فخرج مرحب الهوى الهوى يدافع , فعلاه العزم بصارم الحزم , فلم تمض ساعة حتى هلكت خيبر.
وقيل لآخر: كيف قدرت على هواك؟ , فقال: خدعته حتى أسرته , واستلبت عوده فكسرته , وقيدته بقيد العزلة , وحفرت له مطمور الخمول فى بيت التواضع , وضربته بسياط الجوع فلان .. يا فلان: ألك فى مجاهدة النفس نية , أم النية نية؟ .. أتعبتنى أنت أنت .. إلى متى تجول فى طلب هجول؟! , ما عز يوسف إلا بترك ما ذل به ماعز.
إخوتاه , لا يقبل الله عملا فيه حظ للنفس , فخلوا أنفسكم وتعالوا إلى الله .. واستعينوا بالله عليها بالمجاهدة والاحسان فى المعاملة , قال ربى - وأحق القول قول ربى -: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "(العنكبوت: ٦٩).