للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: كنت أشرب فبكت وقالت له: لم لم توقظنى؟ لم لم تأمرنى؟ ما فائدتى إذن؟!!

فالذى وضع هذا الرجل لهذا , ووضع هذه لهذا من؟ .. الله .. فحينما ترضى يرضيك , وحينما تسخط يزيدك سخطا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم , فمن رضى فله الرضا , ومن سخط فعليه السخط " [صححه الألبانى] .. هذه هى القضية: أنك إذا كنت راضيا دائما , أرضاك الله وبعث إليك ما يرضيك ومن يرضيك.

والقصة التى مرت من خير الشواهد .. قصة حدير .. لما مشوا ووجد كل واحد منهم فى يده الهدية لم يقل: وأنا؟ ولم يرجع ليقول: أنا لم آخذ هديتى يا رسول الله .. ولو طلب لأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم .. لكنّ الرجل كان راضيا , فيكفيه أن الله ذكره .. ولما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم به , أرسل إليه هديته بسرعة .. فحاز الهدية وذكر الله .. لرضاه.

سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه معروف أنه كان مستجاب الدعوة , وكان قد كف بصره فى آخر عمره , قال له ابنه: يا أبت أراك تدعو للناس! هلا دعوت لنفسك أن يرد الله عليك بصرك , قال: يا بنى , قضاء الله أحب إلىّ من بصرى.

إخوتاه , هل أنتم راضون عن الله؟ , هل فعلا قضاء الله وقدره أحب إليكم مما أنتم فيه من بلاء وفتنة وغربة؟ .. إذا أردتم أن تتأكدوا , فالرضا عن الله يصح بثلاثة شروط ذكرها ابن القيم فى المدارج:

<<  <   >  >>