للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: استواء النعمة والبلية عند العبد , لأنه يشاهد حسن اختيار الله له.

الثانى: سقوط الخصومة عن الخلق , إلا فيما كان حقا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

فالراضى لا يخاصم ولا يعاتب إلا فيما يتعلق بحق الله , وهذه كانت حال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإنه لم يكن يخاصم أحدا , ولا يعاتبه إلا فيما يتعلق بحق الله , كما أنه لا يغضب لنفسه , فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شىء حتى ينتقم لله. فالمخاصمة لحظ النفس تطفىء نور الرضا وتذهب بهجته , وتبدل بالمرارة حلاوته , وتكدر صفوه.

والشرط الثالث: الخلاص من المسألة للخلق والإلحاح , قال - تعالى - " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا " (البقرة: ٢٧٣). قال ابن عباس: إذا كان عنده غداء لم يسأل عشاء , وإذا كان عنده عشاء لم يسأل غداء.

ثم يبين رحمه الله أن منع الله - تعالى - لعبده عطاء , وابتلاءه إياه عافية فيقول:

" فإنه - سبحانه - لا يقضى لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له , ساءه ذلك القضاء أو سره. فقضاؤه لعبده المؤمن عطاء , وإن كان فى صورة المنع. ونعمة , وإن كانت فى صورة محنة.

وبلاؤه عافية , وإن كان فى صورة بلية. ولكن لجهل العبد وظلمه لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذّ به فى العاجل , وكان ملائما لطبعه. ولو رزق من

<<  <   >  >>