للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا سيد الرسل صلى الله عليه وسلم بعث إلى الخلق وحده , والكفر قد ملأ الآفاق فجعل يفر من مكان إلى مكان , واستتر فى دار الخيزران , وهم يضربونه إذا خرج , ويدمون عقبه , وشق السلى على ظهره , وهو ساكت ساكن.

ويخرج كل موسم فيقول: من يؤوينى , من ينصرنى؟

ثم خرج من مكة فلم يقدر على العود إلا فى جوار كافر , ولم يوجد من الطبع تأفف.

إذ لو كان غيره لقال: يا رب , أنت مالك الخلق , وقادر على النصر , فلم أذل؟

كما قال عمر رضى الله عنه يوم صلح الحديبية: ألسنا على الحق؟ فلم نعطى الدنية فى ديننا؟!!

ولما قال هذا , قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنى عبدالله , ولن يضيعنى " , فجمعت الكلمتان الأصلين اللذين ذكرناهما.

فقوله: إنى عبدالله , إقرار بالملك وكأنه قال: أنا مملوك يفعل بى ما يشاء.

وقوله: لن يضيعنى , بيان حكمته , وأنه لا يفعل شيئا عبثا.

ثم يبتلى بالجوع فيشد الحجر , ولله خزائن السموات والارض.

<<  <   >  >>